الفايكنغ بين الأساطير والواقع

من طرف kro kiseki  |  نشر في :  4:44 م 0

ساهمت الإنتاجات السمعية البصرية وغيرها من الإبداعات الادبية في نشر أساطير واعتقادات الفايكنغ إلا أنها أدت إلى تشكيل صورة خاطئة حول هذا الشعب


لا يكاد أحد على وجه الكرة الأرضية يجهل بوجود الفايكينغ وما كان عندهم من معتقدات خيالية تتحف العقل وتذكي الخيال، هذا الشعب الذي ألهم العديد من صناع الأفلام والقصص وأوحى لهم بأفكار في غاية الروعة، هذه الأفلام التي أظهرتهم كمقاتلين أشاوس لا يخافون شيئا، وكقتلة لا يعرفون الرحمة، ذو مظاهر متوحشة وملابس بشعة، إلا أن الحقيقة مختلفة كليا، وإن كانت وحشيتهم حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها، فالفايكنغ في الواقع قد عاشوا في الدول الاسكندنافية والتي تضم السويد والنرويج وإسلندا والدنمارك ونظرا لكون أغلب أراضيهم غير قابلة للزراعة، فقد كسبوا عيشهم من خلال الغارات التي كانوا يشنونها على الشرق في البداية ثم تحولوا بعد ذلك نحو الجنوب والغرب وتوجهوا نحو فرنسا وإنجلترا فاحتلوهما واستوطنوهما، بل ويشاع بأنهم قد وصلوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل كولومبس بكثير وأن كولومبس قد كان على علم برحلاتهم حينما أبحر لاكتشاف القارة الأمريكية.

أسس الفايكينغ العديد من الممالك على حساب الممالك الصليبية في الفترة الممتدة ما بين 750م و1100م، حيث احتلوا فرنسا وإيطاليا ووصلوا حتى كييف، كما كان لهم تأثير كبير على حياة وثقافة الشعوب التي احتلوها، هذا دون أن ننسى الدور الكبير الذين لعبوه في نشر المسيحية بعد اعتناقهم لها.
وكان الفايكنغ يتحدثون باللغة النوردية، وهي لغة جرمانية قديمة خاصة بالدول الاسكندنافية، وهي التي تعتبر المصدر للعديد للغات، وهي اللغة التي تفرعت منها اللغة الإيسلندية، التي تعتبر حتى الآن لغة أيسلندا الرسمية، كما أن للناس اعتقاد خاطئا حول قوانين الفايكنغ، إذ يعتقد بأنهم كانوا يعيشون حياة لا قوانين فيها، لكن الحقيقة عكس ذلك ويكفي أن نعرف بأن الفايكنغ قد حازوا على شرف إنشاء مجلس عمومي في أيسلندا سمي "اولثنج" والذي يعد أول هيئة برلمانية في العالم.

وللفايكنغ عدة أسماء مثل النورمانديين وتعني رجال الشمال وقد منحوا هذا اللقب من طرف سكان الجنوب الذين تم احتلاهم، كما قد سموا بالقراصنة وذلك لأنهم اعتمدوا على البحر كطريق أساسي لهم من أجل شن غاراتهم، بل وإن سفنهم قد كانت أكثر تحضرا من باقي السفن في ذلك العصر، وقد كانت تمكنهم من عبور البحور والأنهار، كما قد كانوا خبراء في الملاحة وشؤون البحر لأن البحار قد كانت تحيط بهم من كل جانب.
لكن أكثر ما يثير الدهشة حول الفايكنغ هي أساطيرهم وقصص آلهتهم، والتي تقارن في روعتها بروعة الأساطير اليونانية، فهي أساطير في غاية الروعة تعرض علينا بداية الحياة ونهايتها وصفات الآلهة وبعض قصصها، فشعب الفايكنغ كبقية الشعوب القديمة، قد احتاج إلى تفسير إلى الظواهر التي لا يستطيعون تفسيرها، وتصور طريقة بداية الحياة وكيفية نهايتها، وخلق آلهة للجوء إليها وعبادتها، بالإضافة إلى منح غرض من وجودهم وترسيخ مبدأ الحساب بعد الموت، بالمكافئة أو العقاب، وتعتبر "الإدا" بنوعيها النثرية والشعرية من أهم المصادر التي تعرض هذه الأساطير.      

نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

آخر التعليقات

back to top